قمع احتجاجات الأساتذة المتعاقدين في الجزائر
سجل يوم 27 من مارس الماضي انطلاق مسيرة "الكرامة و الصمود" الإحتجاجية للأساتذة المتعاقدين من مختلف الأطوار التعليمية إثر عدم موافقتهم على على قرار وزارة التربية بشأن توظيف الأساتذة، منادين بالإدماج "دون قيد أو شرط" في حين صرحت الوزارة أن مطلبهم غير قانوني وليس من صلاحياتها. و كانت مدينة بجاية قد شهدت إنطلاق مسيرة الأساتذة السلمية على الأقدام مرورا بولاية البويرة الأمر الذي استحث قوات الأمن للمسارعة إلى بلدية بودواو "التابعة إداريا إلى ولاية بومرداس" لمنعهم من مواصلة التقدم بالمسيرة و الوصول إلى العاصمة. و بعد مفاوضات دامت أزيد من ثلاث ساعات مع وزيرة التربية الوطنية التى باءت بالفشل جاء قرار المحتجين المقدرين بأكثر من 2500 أستاذ، بالدخول في الاضراب عن الطعام كنوع من التصعيد و الاحتجاج لتلبية مطلبهم بعد مماطلة وزارة التربية في الاستجابة بخصوص توظيفهم بشكل رسمي في سلك التربية دون المرور بمسابقة التوظيف، المطلب الذي قوبل سابقا بالرفض من طرف وزيرة التربية نورية بن غبريت، التي أكدت أن "التوظيف المباشر للأساتذة المتعاقدين، غير ممكن، و إفترش المحتجين الطريق فالعراء رغم قساوة الطقس مرددين الشعارات منها "لا خضوع لا رجوع الادماج حق مشروع" و "الجوع و لا الرجوع" داعيين السلطات العليا في البلاد للتدخل و إنصافهم في مطلبهم الذي اعتبروه شرعيا. مع تواصل الإعتصام تم تسجيل حالات إغماء لأساتذة محتجين بلغ عددها 18 حالة و تسجيل حالات دخول للمستشفى إثر تداعي حالات المعتصمين الصحية بسبب الظروف القاسية. و أدى استمرار إعتصام الأساتذة المتعاقدين لليوم الـ 23 على التوالي إلى تدخل عنيف یوم 18 آفريل/نيسان من قبل قوات الأمن لفض الإعتصامات، حيث داهمت قوة كبيرة من الشرطة مدعومة بقوات مكافحة الشغب الأساتذة المتعاقدين وهم نيام منفذة هجوما لفض الاعتصام مراعية بإختيار تلك الساعات الباكرة من الصباح مباغتتهم بالهجوم إضافة إلى عدم لفت إنتباه المواطنين اللذين اتخذوا موقف مساعد للأساتذة مساهمين بتوفير الدعم لهم كوسائل تدفئة و الطعام و الشراب. و قد ابتدئت المداهمة بإيقاظ المعتصمين بعد خلودهم للنوم إثر انتظارهم مطولا لإجتماع مفاوضة مزعوم مع وفد من وزارة التربية الوطنية في الميدان بعد أن تم تجميعهم سابقا فيه من قبل قوات الأمن، من ثم دفع حافلات نقل للمعتصمين داخل الميدان و إجبارهم على الصعود، الذي قوبل بامتثال البعض و رفض البعض الآخر مما أدى لاستخدام قوة الأمن للقوة لدفعهم للانصياع، و توالت بعده مشادات بين عناصر الشرطة و الأساتذة أثناء الرحلة و حوادث قفز لأستاذان من إحدى الحافلات، الأمر الذي عرضهما لإصابات بليغة. و حين تم إقتيادهم بدون الفصح عن الوجهة رافقت الحافلات، التى افترق عدد منها جهة الغرب و العدد الآخر جهة الشرق من عشرات الآليات التابعة لجهاز الشرطة و الدرك، و الذي إتضح لاحقا أنها انتهت بهم إلى عين الدفلى، خاتمةً نهاية مسيرة 8 أيام من من بجاية إلى بودواو و اعتصام دام 15 يوما.
نوف البكر